جاء في كتاب "نظم الفرائد مما في 
		  سلسلتي الألباني من فوائد" لعبد اللطيف بن محمد بن أبي ربيع ( 1 / 11 ـ 
		  12 ) ما يلي : 
		  
		  ( كتاب التوحيد والعقيد :- باب / أين الله ؟ 
		  
		  1 – عن عبد الله بن معاوية الغاضري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه 
		  وسلم قال : ( ثلاث من فعلهن فقد طَعِمَ طَعْم الإيمان : من عبد الله وحده 
		  ، وأنه لا إله إلا الله ، وأعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه ، رافدة عليه كل 
		  عام ، ولا يعطي الهرمة ، ولا الدرنة ولا المريضة ولا الشرط للئيمة ، ولكن 
		  من أوسط أموالكم ، فإن الله لم يسألكم خيره ، و لم يأمركم بشره ) . و في 
		  رواية : ( و زكى نفسه فقال رجل : وما تزكية النفس ؟ فقال : أن يعلم أن 
		  الله عز وجل معه حيث كان ) . صحيح : الصحيحة برقم (1046) . 
		  
		  * فائدة :- 
		  
		  قوله صلى الله عليه وسلم : ( أن الله معه حيث كان ) ، قال الإمام محمد بن 
		  يحيى الذهلي : ( يريد أن الله علمه محيط بكل مكان ، والله على العرش ) . 
		  ذكره الحافظ الذهبي في ( العلو ) رقم الترجمة ( 73 ) بتحقيقي واختصاري .
		  
		  
		  وأما قول العامة و كثر من الخاصة : الله موجود في كل مكان ، أو في كل 
		  الوجود و يعنون بذاته فهو ضلال بل هو مأخوذ من القول بوحدة الوجود ، الذي 
		  يقول به غلاة الصوفية الذين لا يفرقون بين الخالق والمخلوق ، و يقول 
		  كبيرهم : كل ما تراه بعينيك فهو الله ! تعالى الله عما يقولون علواً 
		  كبيراً . 
		  
		  2 – عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال 
		  : " الراحمون يرحمهم الرحمن – تبارك وتعالى - ، ارحموا من في الأرض 
		  يرحمكم من في السماء ، ( والرحمة شُجْنة من الرحمن ؛ فمن وصلها وصله الله 
		  ، و من قطعها قطعه الله ) " . صحيح : الصحيحة برقم ( 925 ) . 
		  
		  * فائدة : قوله في هذا الحديث : " في " : هو بمعني " على " ، كما في قوله 
		  ـ تعالى ـ : ( قل سيروا في الأرض ) ، فالحديث من الأدلة الكثيرة على أن 
		  الله ـ تعالى ـ فوق المخلوقات كلها ، وفي ذلك ألف الحافظ الذهبي كتابه " 
		  العلو للعلي العظيم " وقد انتهيت من اختصاره قريباً ، ووضعت له مقدمة 
		  ضافية ، وخرجت أحاديثه وآثاره ، ونزهته من الأخبار الواهية . وقد يسر 
		  الله طبعه ، والحمد لله ) اهـ .