للشيخ محمد ناصر الدين الألباني
قرأت في العدد الرابع من مجلة " المسلمون " الزاهرة مقالاً بعنوان : " مع
العارفين - ميمون بن مهران " جاء في خاتمته (ص 406) أن ميمون ابن مهران
روى عن ابن عمر هذه الأحاديث :
1- " نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن النميمة ، ونهى عن الغيبة
والاستماع إلى الغيبة ".
2- " قل ما يوجد في آخر الزمان درهم من حلال أو أخ يوثق به " .
3- " اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله " .
وروى عن ابن عباس مرفوعاً :
1- " من أذنب وهو يضحك دخل النار وهو يبكي " .
2- " اثنان من الناس إذا صلحا صلح الناس ، وإذا فسدا فسد الناس : العلماء
والأمراء " .
ولما كانت هذه الأحاديث إنما رواها أبو نعيم في ترجمة ميمون بن مهران من
" الحلية " (4/93-96) وكانت أسانيدها إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بل
وإلى ميمون بن مهران ضعيفة جداً ، ومن المعلوم أنه لا يجوز أن ينسب إليه
-صلى الله عليه وسلم- ما لم يثبت ، لهذا كله رأيت من الواجب علي أن أنبه
على حال هذه الأحاديث فأقول :
الحديث الأول : في سنده الفرات ابن السائب وقد اتهمه أحمد بالكذب.
الحديث الثاني : في سنده اثنان ضعيفان وآخر مجهول .
الثالث : فيه الفرات بن السائب وقد ذكر آنفاً وفيه أيضاً أحمد بن محمد بن
عمر اليمامي وقد كذبه أبو حاتم وابن صاعد وغيرهما وقد أورد هذا الحديث من
هذا الطريق وغيره ابن الجوزي في الموضوعات ، لكن تيقن السيوطي في "
اللآلي المصنوعة " (2/330) بأنه حديث حسن صحيح لطرق أخرى ذكرها فلينظر
فيها إذا كانت تشهد لقوله أم لا .
الحديث الرابع والخامس : موضوعان فإنهما من رواية محمد بن زياد اليشكري
عن ميمون بن مهران ، واليشكري هذا قال الإمام أحمد وغيره : كذاب أعور يضع
الحديث ، وقد تكلمت عليهما في مقالي الثالث من " الأحاديث الضعيفة
والموضوعة وأثرها السيء في الأمة " وقد نشر في " مجلة التمدن الإسلامي "
.
المصدر: مجلة المسلمون (6 / 575 – 576).