صوتي ومفرغ: ثناء الشيخ الألباني
على علماء السعودية في اتباعهم الكتاب والسنة شريط 880 من الهدى والنور:
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام
على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
صاحب الفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني سلمه الله
الشيخ : نعم
السائل : هذا الكلام سلمك الله يا شيخ يجرنا إلى موضوع آخر
الشيخ : نعم
السائل : وهو موضوع قديم جرى بين الصحابة ومن بعدهم وهو خلاف أهل العلم
كما قال الإمام مالك " كل منا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر "
الشيخ : رحمه الله
السائل : قد يُفسِّر بعض ردود الشيخ ناصر الألباني سلمه الله على بعض أهل
العلم في المملكة العربية السعودية بأنه ينحى منحى غير المنحى الشرعي
المطلوب في الردود وما أشبه ذلك ثم في الردود ثم أيضًا هذا قد يجر إلى
أمر آخر يفسر بأن الشيخ ناصر الدين الألباني على خلاف مع أهل العلم في
المملكة العربية السعودية وطبعًا هذا ما لا نظنه ولله الحمد فأريد من
سماحتكم تعليقًا على مثل هذا
الشيخ : نعم , إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من
شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا
هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده
ورسوله أما بعد : نحن والحمد لله مع كل العلماء حيثما كانوا وفي أي أرض
عاشوا ممن يتبنون منهجنا القائم على اتباع الكتاب والسنة وعلى ما كان
عليه سلفنا الصالح وأعتقد أنَّ البلاد السعودية إلى الآن لا يزال
الكثيرون من أهل العلم فيهم على هذا المنهج متأثرين بما تأثرنا نحن مثلهم
بدعوة شيخ الإسلام بحقٍّ أحمد ابن تيمية رحمه الله ثمَّ تلميذه ابن قيم
الجوزية ثمَّ بمن سار على منهجهم وسلك سبيلهم كالشيخ محمد بن عبد الوهاب
الذي كان له الفضل الأول بإحياء دعوة التوحيد في بلاد نجد أولاً وبتفصيل
دقيق حتى لمسناه في الصغار قبل الكبار هناك , كما أنه أسس لدعوة اتباع
السنة وعدم إيثار أي مذهب من مذاهب أهل السنة الأربعة على الكتاب والسنة
وإن كنت أعتقد أن ما كان فيه من الإجتهاد لدعوة التوحيد أولاً في تلك
البلاد التي كانت تشبه بلاد مصر من حيث انتشار الشركيات والوثنيات فيها
أعتقد أنه لم تتح له الفرصة لتوسيع دائرة الدعوة إلى الكتاب والسنة وجعل
الكتاب والسنة فقهًا يمشي على وجه الأرض كما وُفِّقَ في مثل ذلك فيما
يتعلق بالتوحيد ولكن على كل حال كان له الفضل الثالث بعد الشيخين المشار
إليهما ابن تيمية وابن قيم الجوزية في اعتقادي بإحيائه منهج الشيخين في
العالم النجديِّ أولاً ثمَّ في العالم الإسلامي ثانيًا له الفضل في عصره
في نشر هذه الدعوة المباركة وقد التزمها كثير من العلماء ليس في نجد فقط
ثم في الحجاز التي تليها بل وفي سائر العالم الإسلامي في الهند
والباكستان وفي بلاد أخرى وإن كان مع الأسف لا تزال كثير من البلاد
الأعجمية لم يشمُّوا بعد رائحة الدعوة السلفية إلا لمامًا في هذا العصر
الحاضر وفي بعض تلك البلاد أقول هذا اعترافًا بفضل هؤلاء الشيوخ أولاً
وبيانًا لما أدين الله به ثانيًا وأعتقد أن العلماء في نجد هم غالبهم
نشئوا على مذهب الإمام أحمد بن حنبل وأجد فرقًا كبيرًا جداً بين هؤلاء
العلماء الذين يتبنون المذهب الحنبلي مذهبًا وبين حنابلة آخرين يعيشون في
بلاد أخرى غير البلاد السعودية لنقلها باللفظة الاصطلاحية المعاصرة فإنهم
لا فرق بين هؤلاء الحنابلة الذين يعيشون خارج البلاد السعودية وبين أصحاب
المذاهب الأخرى من حيث جمودهم على مذهبهم وعدم خروجهم عنه قيد شعرة بخلاف
العلماء الحنابلة في نجد فهم متأثرون إلى حد كبير بدعوة الشيوخ المشار
إليهم آنفًا لكني أقول كلمة حقٍّ هؤلاء الشيوخ ليسوا سواءً فمنهم من يغلب
عليهم إتباع الكتاب والسنة وقلما يفتون بالمذهب إلا إذا لم يتبين له
خلافه أما الجمهور منهم فهم حنابلة لكن لما كان مذهب الإمام أحمد أولاً
أقرب المذاهب إلى السنة وثانيًا لما كان هذا المذهب روعي من علماء قديمًا
وحديثًا يتبنون منهجنا منهج الكتاب والسنة خفت وطأة التعصب المذهبي
الحنبلي في البلاد السعودية بخلاف البلاد الأخرى التي نحن نعرفها فهناك
مثلاً في الناحية الشرقية من دمشق بعض القرى كلها حنابلة مثل ضبير ورحيبة
ودير عطية ونحو ذلك هؤلاء نشؤوا على المذهب الحنبلي لكن هم في التوحيد
فضلاً عن غير التوحيد قبل أن تبلغهم الدعوة السلفية لا يعرفون شيئًا عن
التوحيد إلا ما يعرفه هؤلاء الخلف أما الحنابلة في نجد ففرق بينهم وبين
أولئك تمامًا ولذلك فأنا كما أقول في غير هذه المناسبة أتمنى أن يكون
أصحاب المذاهب الأخرى في البلاد الإسلامية الأخرى على مذهب الإمام أحمد
لسببين اثنين الأول أن الإمام هو نفسه إمام السنة والسبب الآخر أن مذهبه
الآن يُصان ويُحفظ بالسنة إلى حدٍ كبير وكبير جدًا ثم أعود لأجيب عن
خلافي مع بعض المشايخ هناك في السعودية أنا لا أجد فرقًا في مثل هذا
الخلاف بيني وبين مشايخ هناك أو في أي بلد آخر ولو كانوا من دمشق مثلاً
فضلاً عن أن يكونوا ألبانيين مثلي فلا فرق عندي أن أخالف سعوديًّا
نجديًّا حجازيًّا مصريًّا دمشقيًّا أو أو إلى آخره ذلك أولاً كما كنا
تكلمنا في مناسبة أخرى أن الخلاف أمر طبيعي جدًا وله أسبابه المعروفة
التي شرحها ابن تيمية في رسالته المعروفة بـإعلام أيش؟
الحلبي : رفع الملام
الشيخ : رفع الملام عن الأئمة الأعلام فلهذا السبب لا غرابة أن أخالف بعض
العلماء من أي بلد كانوا لأن هذا هو الأمر الطبيعي وكما أشرت في مطلع
سؤالك إلى كلمة الإمام مالك رحمه الله الذي قال " ما منا من أحد إلا رَد
ورُد عليه إلا صاحب هذا القبر " لكن أقول كلمة صريحة قد يكون أحيانًا مني
بعض الكلمات يجدها بعض من يقرأها ولم يقرأ كلام المردود مني عليه ولو
قراءة إمعان يجد فيها شيء من الشدة أو القسوة أنا لا أنكر هذه الشدة ولا
أنكر مثل هذه القسوة في بعض كتاباتي لكني أعترف أنني لا أكون البادئ بها
وإنما أكون آخذًا شيئًا من حقي ممن جنى علي وقال في ربما ما لا يعتقده
كالبعض مثلاً الذين نسبوا إلي شيئًا ما أذكر عبارته الآن من الزندقة أو
يخشى أن يؤدي إلى الزندقة بسبب أنني قلت ما قاله العلماء بل ما قاله
جمهور العلماء أن وجه المرأة ليس بعورة
السائل : نعم
الشيخ : طيب فأنا إذا قلت مثل هذه الكلمة واستدللت ودعمتها بالسنة
وبالآثار السلفية إلى آخره مع ذلك نسبني بعضهم إلى أنني فتحت باب الفتنة
وباب التبرج للنساء وربما وصفني بشيء مما ذكرته آنفًا فقد يكون في ردي
على مثل هذا الذي يتهمني بمثل هذا الكلام شيء من القسوة لا أنكر هذا لكني
ما استطعت لا أبتدأ إنسانًا يرد علي ردًا علميًا بشيء من القسوة وأنا
أرجو من كل محب مخلص لي إذا رأى مني ابتداءً بالهجوم وبالطعن على أي رجل
عالم في أي بلد من بلاد الدنيا أن يذكرني وأقول له " رحم الله امرئً أهدى
إلي عيوبي"
فإذن إذا كان الخلاف أمرًا طبيعيًا فيكون أيضًا من الطبيعي جدًا أنا أن
أخالف بعض العلماء هناك أو هنا لكني أحمد الله أن الخلاف كما يقولون وإن
كنت لا أؤيد هذا التعبير " الخلاف في الفروع وليس في الأصول "
السائل : الحمد لله
الشيخ : أي نعم يعني الخلاف في بعض المسائل الفقهية أما في العقيدة فنحن
والحمد لله جميعًا متفقون فلا جرم أننا اُتهمنا زمنًا طويلاً بأننا من
الوهابيين ومضى علينا زمن أننا نعيش بين حجري الرحى فلا هؤلاء الذين
ينسبوننا إلى الوهابية راضون عن منهجنا ولا الذين نُنسب إليهم بعضهم
أيضًا لا يرضى عنا لكننا نرجو من الله أن يرضى عنا جميعًا نعم
السائل : يا شيخ يعني لكم منزلتكم الكبيرة عند كبار العلماء هناك كسماحة
الشيخ عبد العزيز والشيخ محمد بن عثيمين
الشيخ : وهم كذلك
السائل : بل إن الشيخ محمد بن عثيمين في رمضان لما كان يوزع جوائز على
الطلاب لما يسأل الطلاب أسئلة فيجيبون فيوزع عليهم بعض أشرطتكم فقال مرة
ومن الجوائز أشرطة مُحدِّث الشام بل نقول مُحدِّث العصر الشيخ ناصر
الألباني
الشيخ : الله يجزاه خير
السائل : والشيخ هكذا الشيخ عبد العزيز بن باز يعرفون فضلكم لا أحد ينكر
هذا
الشيخ : هذا حسن ظن منهم جزاهم الله خير
السائل : وهكذا أهل العلم وكل منصف
الشيخ : الحمد لله
السائل : لا شك وعلى كل الخلاف قد يجري مثلاً بين أهل العلم في البلد
الواحد
الشيخ : هو كذلك
السائل : في نجد أو في غيرها
الشيخ : هو كذلك
السائل : لكن أنا أقول ينبغي في مثل هذه الأمور إحسان الظن بالمؤمن
والمسلم
الشيخ : هذا هو الواجب نسأل الله أن يجعلنا منهم
السائل : آمين و الحقيقة في الختام لا يسعنا إلا أن نشكر سماحتكم على سعة
صدركم لنا وأيضًا حقيقة يعني قلت للأخ علي لما أن الشيخ سلمه الله علق
على كتابي " إرشاد القاريء " أقول لو لم أؤلف إلا هذا الكتاب لما أن
الشيخ علق عليه لكان هذا منقبة وفضلاً
الشيخ : هذا من لطفك وأدبك وتواضعك
السائل : فنحن الحقيقة شاكرون ومقدرون والإخوة هناك يعني حملونا إليكم
السلام
الشيخ : عليك وعليهم السلام
السائل : وعلى كل حال الخلاف كما يعرف من قديم موجود الخلاف ليس جديد
الشيخ : هو كذلك
السائل : لكن كما تقدم ينبغي أن يحسن الظن بالمؤمنين أسال الله أن يمتع
بكم بالإسلام والمسلمين وأن يبارك في عمركم إلى مزيد من نشر العلم ونصر
سنة النبي صلى الله عليه وسلم
الشيخ : الله يبارك فيكم
الرابط الصوتي (ام بي ثري) هنا /
لتحميل التفريغ منسق على وورد وبي دي اف