صوتي ومفرغ: سيرة الشيخ الألباني يرويها بصوته
صوتي ومفرغ: سيرة الشيخ الألباني يرويها بصوته شريط رقم 227 من الهدى والنور

الشيخ: الحقيقة أنني أشعر بأن الله عزوجل كان ولا يزال إن شاء الله بي حفيا منذ نعومة أظفاري ، فقد تخرجت من المدرسة النظامية الابتدائية فقط ، فكان والدي من فقهاء الحنفية الأقوياء في فقههم والشديدين رحمه الله في تعصبهم ، درست عليه على الطريقة القديمة شيء من الفقه الحنفي كالقدوري ، وبعض الكتب في علم الصرف الذي هجره العرب وشغلوا بالنحو فقط ، أي نعم .
السائل : الصرف أخو النحو .
الشيخ : أي نعم ؛ لعله الصرف أهم من النحو ؛ لأن النحو يقوي فقط الألفاظ ؛ ... الشاهد درست عليه وعلى بعض المشايخ الآخرين شيئا أيضا من الفقه في مراقي الفلاح وشيئا من النحو والبلاغة لكنني ما استمررت في ذلك كما هو شأن الطلبة قديما ليس حديثا ، وجدت نفسي منصرفا إلى دراسة كتب غريبة علي الآن ، قصص خيالية ، قصة عنتر بن شداد ، قصة ذات الهمة والبطال ، تعرفون هذ القصص ؟ ... وانتقلت بعد ذلك إلى دراسة التاريخ والذي يسر لي شخص منكم من مصر أرسله الله إلى دمشق ولكي يعيش الرجل كان يشتري تركات مكاتب وعنده دكان أمام المسجد الأكبر هناك مسجد بني أمية يعني عرض الدكان أقل من متر عرضها أقل من متر من الداخل يعني ، وواجهتها نحو مترين ونصف يبعثر الكتب على الرصيف للمارة وفيها كتب أشكالا وألوانا ،... يبعثر هذه الكتب فيها الصالح والطالح كما يقال عندنا في دمشق ، ما أدري وصلكم هذا الكلام " يا داخل مصر لا تلف ولا دور مثلك ألوف " يا داخل مصر ألوف يعني إن كنت صالح فيه صالح ألوف وإن كنت طالح لا سمح الله فيه ألوف أيضا ... فهذه الكتب المبعثرة كل إنسان له وهدفه ويلي طول سيره أيضا يقولون في سوريا هنا علقت في كتاب ببعض أجزاء المنار فانفتح أمامي الطريق ومشيت في طريق الحديث ؛ ثم شاء الله عزوجل أنني تعلمت مهنة الساعات من والدي وكانت هي سبيل لمكسب قوتي وبه تزوجت وبنيت داري المتواضعة هناك ؛ لكن كنت حر ولا أزال بفضل الله حرا ، ... ، (( ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) ؛ فكنت أعمل في الدكان ساعة وساعتين من الوقت أستخرج قوت يومي كفافا وأغلق الدكان وإلى المكتبة الظاهرية ، هذه المعلقات من المكتبة الظاهرية ، هذه كلها أحاديث أي نعم ، مرتبة على الحروف الأبجدية الهجائية ، أينعم ؛ والآن أنا فارقت المكتبة الظاهرية لكني لا أقول مبالغة لم أفارقها لكني قاربت أن أفارقها لوجود هذه المعلقات ؛ لأن النخبة اخترتها من ألوف من المخطوطات هناك ؛ ومما يذكر ويروى شيئان اثنان وأذكرهما للتاريخ : لا أعتقد دكانا ليس في سوريا فقط وفي البلاد العربية فقط بل وفي العالم كله ـ والله أعلم ـ يوجد دكان نصفها ساعاتي ونصفها مكتبتي في الداخل ، أعمل للوقت الذي أعتقد أني حصلت قوت يومي أدخل إلى المكتبة ، هي نصف المحل من الداخل ، جاء وقت الظاهرية أغلقت المكتبة وذهبت إليها ؛ الشيء الثاني الذي يذكر للتاريخ وأعتقد أيضا أنه لا وجود له إلا يومئذ أنه يسر لي الانتفاع بمخطوطات الظاهرية كما لم ييسر لموظف كبير في أي مكتبة في العالم ، لو كان يريد الانتفاع ؛ كيف ذلك ؟ هذه المكتبة المرتفعة وأنا كنت أضع السلم فأقف على السلم أقلب الكتب ؛ لأن هذه الكتب فيها ما هب ودب ، مخطوطات نحن الآن نتكلم عن المخطوطات ، فيها ما هب ودب ، هذا الكتاب كويس سجلته في مسودة وأنا على السلم مش يعني مصعد كهربائي أو سلم كهربائي كالجسور التي في مثل بعض البلاد ، لا ، مررت على أكثر من عشرة آلاف كتاب حديث من رسالة قوامها ملزمة كراس إلى مجلدات فوق المائة جزء ضخمة كبيرة ، كمثل إيش تاريخ ابن عساكر ... هذا صور أي نعم هذا تسعة عشر مجلدا ، تسعة عشر مجلد وذاك اختصره بدران السوري ... ، هذا هو الأصل المهم بهذه الطريقة مررت على المخطوطات كلها ، سجلت أسماءها في الوقت الذي ممنوع يدخل على المكتبة أحد مكتبة المخطوطات ، فأي إنسان يريد أن يدرس يقدم طلب فيعطى له كتاب واحد فقط ، إذا انتهى من دراسة الكتاب قد يأتونه بكتاب آخر وقد لا يأتونه ؛ أما ربي عزوجل فقد سخر لي الموظفين هناك ، ومن جملة ما سخر الله لي غرفة مظلمة لا ترى الشمس لكن فيها لمبة ، ليست كهذه اللمبات المنيرة الآن ، لمبة صغيرة ؛ فأعمل فيها نهارا وليلا ، أعمل حيث لا يوجد أحد من الموظفين إطلاقا إلا الحارس ، فأنا كنت أضع السلم وكأني وحيد في تلك المكتبة حتى سجلت أسماء الكتب كلها التي أشعر أننا بحاجة إلى دراستها ، بعد أن انتهيت من هذه المسودة ، أخذت الأسماء وسجلتها في بطاقات ، بطاقات صغيرة كهذه هنا ، ثم صنفت هذه البطاقات جمعتها تحت أسماء مؤلفيها ، كل مؤلف وما له من الكتب ثم وضعت لها فهرسا ، لو رأيت الفهرس وريهم الفهرس ، بس معليش بس شوفوا الفهرس وشوف الحياة المادية التي كنت أعيشها ، الفقر المدقع ، لا مش هذا وإنما
المخطوط الذي هو أصل هذا هو يعني هذا وريه على كل حال ، هو يعني هذا شوف المخطوط يا هون يا هون يمكن هناك ... ، دعه إذا ؛ المهم أصل هذا عبارة عن فهرس يعني كتيب كهذا من هذا الورق شوفوا الورق ، هذا ورق الصر ، صر البضاعة للسكر وللشاي وا وا ، الحمد لله الأجر على قدر المشقة ، أي نعم ، ألفت فهرسا من هذا الورق ، البطاقات التي جمعتها صنفتها في مثل هذا الورق صار عندي فهرس ، بعده وضعت الفهرس بين يدي ؛ الآن جاء الدور لقراءة هذه الكتب ، المرحلة الأولى صعدت على السلم كتبت الأسماء والعناوين ، جاء دور المرحلة الثانية وهو قراءة هذه الكتب ، هنا لابد من طلب نظامي ، لكن أنا ما أطلب كتابا واحدا على أسلوبهم فقد أطلب كتاب مثل تاريخ ابن عساكر مجلدات ، فطلبنا وسخر هؤلاء لي ويأتونني بما شئت من الكتب ، أدرس الكتاب وأعطيه ترجمة ، البطاقات فقط لأسماء الكتب والمؤلفين ، الآن أعطي ترجمة موجزة ، المؤلف أولا ثقة أم ليس بثقة ، ثانيا الكتاب أيش موضوعه ، هل هو في الأحاديث هل هو في السيرة هل هو في تراجم الصحابة ، وإذا كان في تراجم الصحابة فيه أحاديث وإلا ما فيه أحاديث إلى آخره ، المرحلة الأخيرة بعد ما انتهيت منها تتم الفهرس ، لنا صديق يعرف منطلقي في عملي العلمي تماما ، الرجل حلبي اسمه عبد الرحمن الباشا كان موظفا في الرياض في بعض المدارس كأنه توفي إلى رحمه الله ، نصب مديرا للمكتبة الظاهرية سارع صاحبنا إلى هذا المدير قال له فلان عنده فهرس لبعض المخطوطات الظاهرية ، في هذا الفهرس كتب لا يعرفها فهارس المكتبة الظاهرية ، فعلا ؛ لأنه في كتب جاية في الفهارس عندهم كتاب في الحديث ، لكن أنا بدراستي الخاصة عرفت اسم الكتاب وعرفت مؤلف الكتاب فسجلت هذه الحقائق في فهرسي ؛ وقال عنده كذا وكذا فلو أنك أنت تغتنم فرصة وجودك مديرا تطبع هذا الفهرس ، قال له خلي المؤلف يكتب لي نماذج ببطاقات حسب الأصول المتبعة اليوم ؛ ففعلت رأسا قدم البطاقات للمجمع العلمي هناك المجمع العربي العلمي وهو تجاري ، بالمكتبة الظاهرية هناك فوافق المجمع وكان من ذلك أن طبع هذا الكتاب ، بعد ذلك جاء الدور الأخير ، هات يا فلان من فضلك الكتاب الفلاني ، أدرسه وكلما عثرت على حديث سجلته في ورقة من هذه الورقات فتوفر عندي هذا الصف الأول وفي وراء صف ثاني ؛ الآن أنا حرمت لحكمة من المكتبة الظاهرية لكن عندي ما يعوضني عن شيء منها ، هذا كله بتوجيه من الله وتوفيق منه وإلا شو بدريني أنني سوف أهاجر من عشر سنوات من دمشق إلى هنا ؛ كان بي حفيا وله الفضل والمنة وأرجوا الله عزوجل أن يتولانا جميعا بتوفيقه ورحمته ؛ هذه كلمة مختصرة والحمد لله .
السائل : أقول لكم إذا نزلتم مصر فبيتنا بيتكم هناك يا مولانا فمن الآن سيادتك أن لك بيتا في مصر إن شاء الله وسأترك عنواني مع الشيخ أبو اليسر وفي أي وقت تتفضل وتمكث عندنا ما تشاء عاما عامين ثلاثة أربعة فأهلا بك هناك وإن تبقى هناك ، الله يبارك بك ويحفظك .
الشيخ : جزاكم الله خيرا وبارك الله فيك ، وأنا عهدي أن أتمتع بك هنا أيضا .
أبو ليلى ( بتقول عام عامين قل ساعة ساعتين .
أعتقد أن هذا الطالب هو أبو اسحاق الحويني والله أعلم

الرابط الصوتي (ام بي ثري) هنا / لتحميل التفريغ منسق على وورد وبي دي اف